أقيلي خطوط يديك من ذاكرتي إن استطعت
وادفني بريدك المرسل
وجردي جيوشك المتعبة
وأوصد المعتقل
لكي لا تفر عيوني إليك
أو نلتقي بهمس القبل
فتلك عزيمتي أكسرها
إن حرقت نظراتك سر اً
أسعفني إنك بعيدةٌ
وإن وصولك أصبح أملاً
فلذا جهزت العمر
لبعد ما تأتين
وأسكنت الورد زوايا الفجر
واتفقت والقمر
بأن لا تجتمعان
فصعبٌ علي نعيمٌ يأتي من بعد حرمان
فتدرجي مع الندى
واقطري بهدوء حضورك
و إلا خفت من انكسار المدى
وصعق قلبي
الذي كاله بعدك
ومزقه الشوق إليك
إن ابتعد البدر عن سمائي
فأنت الأصل
وإن هجرني أحبابي
فوجودك وجود الكل
وحتى الليل ان سرّب البرد لقتلي
فحضورك يكفي
لدفء البرد والليل
ولكن معذبتي إن رحلتي
فما أكون بعدك
غير بقايا ظلٍ