قرر محمد أبو خلف بعد طول تردد تحويل سيارته الخاصة للعمل بواسطة الغاز المنزلي بدلاً من البنزين، في ظل أزمة الوقود الخانقة التي يعاني منها قطاع غزة منذ بضعة شهور. وقال إنه ظل صابراً على أمل أن تنفرج أزمة الوقود، غير أن الأمور تزداد سوءاً يوماً بعد يوم من دون أي أفق للانفراج قريباً.
لم يكن أبو خلف مقتنعاً بما سبقه في عمله المئات من أصحاب السيارات الخاصة والعمومية في غزة خلال الشهور الماضية، عندما اضطروا إلى تحويل سياراتهم للعمل بواسطة الغاز، لكنه وجد نفسه مضطراً لذلك مثلهم بعدما نفد خزان الوقود نهائياً ولم يستطع الحركة بالسيارة لثلاثة أيام متواصلة.
وتسمح سلطات الاحتلال بإدخال 800 ألف لتر من السولار للقطاع أسبوعياً ما يمثل 30% من احتياجاته، ونحو 70 ألف لتر من البنزين أسبوعياً في وقت يحتاج القطاع يومياً إلى 120 ألف لتر. وقال أبو خلف أنه اقترض مبلغ 1300 شيكل (الدولار يعادل 55.3 شيكل) لشراء جهاز خاص يتم إلحاقه بمولد السيارة كي تعمل بواسطة الغاز بدلاً من البنزين.
المئات من أصحاب السيارات في غزة سبقوا أبو خلف في تحويل سياراتهم للعمل بواسطة الغاز بهدف التغلب على أزمة الوقود، والتوفير المادي في ظل الارتفاع المستمر في أسعار الوقود. وأشار أبو خلف إلى أن استخدام الغاز يوفر نحو ثلثي قيمة ما تستهلكه السيارة من البنزين أو السولار.
وباتت أزمة الوقود أحد أبرز فصول المعاناة التي تواجه سكان القطاع في ظل الحصار. وأصبح اصطفاف السيارات في طوابير طويلة مشهداً مألوفاً أمام محطات الوقود.
وقال عدنان الشيخ خليل إنه أمضى ساعات الليل على الطريق داخل سيارته الفارغة من السولار تماماً لحجز دور له وقد احتاج إلى مساعدة عناصر من الشرطة لدفع سيارته داخل المحطة. ويعيل عدنان أسرة مكونة من تسعة أفرد، مشيراً إلى أن نصيبه من الوقود لا يتجاوز مائة شيكل في الأسبوع في حين أن دخله اليومي من عمله لا يتجاوز 80 شيكلاً.
الطالبة الهام من سكان مدينة خان يونس (جنوب مدينة غزة) أعياها الانتظار لأكثر من ساعتين في موقف السيارات العمومية في انتظار سيارة تقلها إلى الجامعة من غير جدوى. وبعد أن فات موعد امتحانها، لم تتمالك نفسها وشعرت بأنها لم تستفد شيئاً من خروجها من منزلها إلا التعب والذل، فأخذت تبكى بشدة وعادت من حيث أتت.
ويقول الموظف هاني الأغا من خان يونس الذي اعتذر عن دوامه في غزة “لم يبق من نهارنا شيء، لقد مللنا الوقوف هنا وتحملنا بما فيه الكفاية..علينا الآن العودة لبيوتنا”، مضيفاً بنبرة يائسة “حتى لو عطف علينا أحد أو وجدنا سيارة فالطريق ستأخذ ساعة والدوام ينتهي بعد قليل”.
وأكد نائب رئيس جمعية أصحاب شركات الوقود محمود الخزندار أن الجمعية لا تستطيع رفض استلام الكميات الواردة من الجانب “الإسرائيلي” بسبب الحاجة الفعلية الماسة لجميع مناحي الحياة، مشيراً إلى أن “عدم استلام الكميات يعني توقيف كافة الأعمال، وهذا قرار يجب أن يتخذ على مستوى واسع وليس على مستوى الجمعية”.
- الخليج الإماراتية