فلسطين اليوم –غزة (خاص)
يبدو أن لغة التصعيد في قطاع غزة ستعود إلى الواجهة من جديد، وبخاصةٍ أن عمليات الجيش الإسرائيلي متواصلة بوتيرة متفاوتة، حيث تدور اشتباكات متقطعة بين عناصر من الجيش والمقاومة الفلسطينية في ساعات الليل على امتداد القاطع الحدودي مع القطاع.
وما يجعل قطاع غزة أشبه ببرميل الوقود القابل للانفجار في أي وقت، تعثر الاتصالات لإعادة فتح معبر رفح، كما أن الوضع الاقتصادي في القطاع يتدهور، وبخاصة أن الوقود نفد من المحطات والعشرات من السائقين اضطروا لإيقاف سياراتهم عن العمل نتيجةً لذلك, فيما تشدد الفصائل على ضرورة أن تكون "التهدئة" مع الاحتلال شاملةً ومتبادلة ومتزامنة, ومشروطةً بإجماعٍ وطني وفك الحصار المفروض على غزة.
مقاتلو المقاومة الفلسطينية يتصدون للقوات الإسرائيلية على الأرض, مبيّنين أن خيار المقاومة والجهاد لا عدول عنه إلا بتحرير كامل أرضنا من رجس الاحتلال,و تتصدر سرايا القدس الذراع العسكرية لحركة الجهاد الإسلامي رأس الحربة بين أذرع المقاومة الفلسطينية.
كما و يحظى مقاتلوها بشعبية طيبة وسمعةٍ كبيرة لدى الجمهور الفلسطيني, حيث ينتشرون بعد أفول الشمس مساءً, على التخوم في المناطق القريبة مع خط التماس مع الاحتلال على امتداد حدود القطاع, ليشاركوا في واجبهم الدفاعي لصد أي توغلٍ إسرائيلي.
ويشير قيادي ميداني بارز في السرايا إلى أن الرباط على الثغور من استراتيجيات الذراع العسكرية للجهاد الإسلامي, في عملها الجهادي, مؤكداً أنهم يدربون عناصرهم على الرباط بحيث يكونوا قادرين على المواجهة والتصدي لأي خطرٍ قد يطرأ فجأة.
ويقول القيادي :"لطالما أفشلت وحدات المرابطين, عمليات خاصة لجيش الاحتلال ووحداته العسكرية, بفضل اليقظة والتدريب النوعي الذي حظوا به".
وحول نجاح الوحدات الإسرائيلية الخاصة في تنفيذ بعض مهامها, يُرجع القيادي في السرايا ذلك الأمر, إلى تدخل الطيران الحربي الإسرائيلي في العمليات التي تنفذها الوحدات, واستخدامها معدات وأسلحة متطورة.
وشدد القيادي في السرايا على الروح المعنوية التي يتمتع بها مقاتلو وحدات الرباط في السرايا وكافة أذرع المقاومة الذين باتت أحلامهم محصورةً بإيقاع قتلى في صفوف العدو ونيل الشهادة في سبيل الله, وكذا الروح الأخوية في الميدان, حيث يؤكد أن هناك تنسيقاً يجري على الأرض بين كافة وحدات الرباط للأذرع العسكرية الأخرى وفق رؤية معينة كي لا تحدث أخطاء سيما وأن هناك وحدات مستعربة في الجيش الإسرائيلي قد تنتحل شخصيات مقاومين في عملياتها.
وأهاب القيادي بالسرايا بالمواطنين القريبين من السياج الحدودي بإسناد المرابطين قدر الإمكان, متفهماً المعاناة الكبيرة التي يتعرضون لها على يد الاحتلال خلال التوغلات البربرية الإسرائيلية التي يلقون خلالها معاملات تعسفية.