إسماعيل هنيّة
ابن المخيم رئيساً للوزراء
يمتلك إسماعيل هنية القيادي الشاب بحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، الذي اختارته الحركة يوم السبت الماضي (18/2) لرئاسة الحكومة الفلسطينية الجديدة، شخصية قوية جعلت منه الأكثر قبولا لدى خصوم حماس، رغم أن مواقفه لا تخرج في جوهرها عن مواقف زملائه من قادة الحركة.
ويتميز هنية بالهدوء ومواقفه المعتدلة، ويتمتع بشبكة علاقات كبيرة مع خصوم الحركة، وخاصة في داخل حركة فتح وأوساط السلطة الفلسطينية، وهو ما مكنه من دخول المجلس التشريعي بسهولة في الانتخابات الأخيرة عن قائمة التغيير والإصلاح التي تمثل حماس، وحازت على أغلبية تؤهلها لتشكيل الحكومة الجديدة.
ابن المخيم
يقطن هنية (43 عاماً) الأب لأحد عشر ابناً في أحد أكثر المخيمات الفلسطينية فقراً وبؤساً وهو مخيم الشاطئ، مسقط رأسه، الذي يقع شمال غرب مدينة غزة، وفيه نشأ وتعرف على مبادئ جماعة الإخوان المسلمين قبل أن ينتمي إليها ويصبح أحد مؤسسي حركة حماس، ومن ثَمَّ أبرز قادتها.
وينحدر هنيّة الذي ولد عام 1963 من أسرة فلسطينية لاجئة من قرية الجورة في مدينة عسقلان المجدل، وهي نفس القرية التي نشأ فيها مؤسس حماس الشيخ الشهيد أحمد ياسين.
وأنهى دراسته الابتدائية والإعدادية في مدارس وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين، بينما حصل على الثانوية العامة من معهد الأزهر الديني بغزة قبل أن يلتحق بكلية التربية قسم اللغة العربية في الجامعة الإسلامية ويتخرج فيها.
بدأ هنية نشاطه داخل «الكتلة الإسلامية» الذراع الطلابية للإخوان المسلمين، التي انبثقت عنها لاحقاً حركة حماس، وأصبح عضواً في مجلس طلبة الجامعة الإسلامية في غزة بين عامي 1983 إلى عام 1984، وتولى منصب رئيس مجلس الطلبة في الفترة الواقعة بين 1985 و 1986، وبعد تخرجه عمل معيداً في الجامعة الإسلامية.
القيادي الشاب
ومع اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الأولى (1987-1994) شارك هنيّة في تأسيس حركة حماس مع العشرات من كوادر جماعة الإخوان المسلمين، واعتقل إثر ذلك أكثر من مرة في السجون الإسرائيلية؛ حيث سجن 18 يوماً عام 1987، ثم اعتقل عام 1988 لمدة ستة أشهر، أما المرة الثالثة فكانت الأطول؛ حيث اعتقل عام 1989 وأمضى ثلاث سنوات في السجون الإسرائيلية بتهمة قيادة جهاز أمن حركة حماس.
وفي 16 كانون الأول عام 1992 أبعدت إسرائيل هنية إلى مرج الزهور في جنوب لبنان مع العشرات من قياديي حركة حماس؛ حيث استمر إبعاده لمدة عام.
وخلال الانتفاضة الأولى، وبداية عهد السلطة الفلسطينية عام 1994 برز نجم القيادي الشاب إسماعيل هنية، واشتهر بخطبه النارية في مسجد فلسطين بغزة.
هنية والشيخ ياسين
سطع نجم هنية مرة أخرى بعد الإفراج عن الشيخ أحمد ياسين؛ حيث شغل مسؤولية مدير مكتبه، وظل حتى استشهاده أبرز المقربين إليه. أما خلال انتفاضة الأقصى فقد اشتهر هنية كأحد أعضاء القيادة السياسية لحركة حماس، وكان أبرز المتحدثين باسمها، وشارك في جميع جلسات الحوار بين الحركة والسلطة الفلسطينية والفصائل الفلسطينية الأخرى.
وقد تعرض هنية لمحاولة اغتيال بينما كان برفقة الشيخ أحمد ياسين في السادس من أيلول 2003 عندما ألقت طائرة حربية إسرائيلية قذيفة على منزل في غزة، غير أن هنية والشيخ ياسين وسكان المنزل نجوا من عملية القصف. وهنية له اهتمامات رياضية؛ حيث اختير لمنصب رئيس نادي «الجمعية الإسلامية بغزة» لمدة عشر سنوات.}