الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
فإن من الحكم التي تبدو لنا في إرادة الله خلق إبليس
وجعله عنوانا للكفر والشر مع عدم محبته له :
1 ـ إظهار قدرة الله على خلق المتضادات المتقابلات ، لأنه على كل شيء قدير .
فالله خلق إبليس ، أخبث المخلوقين ، وأكثرهم شرا وفسادا .
وهو سبحانه خلق جبريل عليه السلام ، وجعله من أشرف المخلوقين وأطهرهم وأزكاهم .
ومن قدرته المطلقة في خلق المتقابلات سبحانه أنه خلق الليل والنهار ــ والداء والدواء ــ والحياة والموت ــ والحسن والقبيح ــ والخير والشر ــ وإبليس وجبريل .
2 ـ ظهور آثار أسمائه القهرية ..
مثل : القهار ــ والمنتقم ــ والعدل ــ والضار ــ وشديد العقاب ــ وسريع الحساب .
وآثار هذه الأسماء في القوم الذين يستجيبون لإبليس ووساوسه
ولو كان الجن والإنس جميعا مثل الملائكة في العبادة والتقوى
فلن تظهر آثار هذه الأسماء ولتعطلت معانيها .
3 ـ ظهور آثار أسمائه المتضمنة لحلمه وعفوه ..
مثل : الحليم ــ الغفور ــ العفو ــ التواب
ولو كان الجن والإنس مثل الملائكة ولو لم يكن هناك إبليس المتسبب في الذنوب
فلن تظهر آثار هذه الأسماء .
4 ـ ظهور آثار أسمائه المتضمنة لحكمته
مثل : الحكيم ــ الخبير ــ العليم ــ واللطيف
فالله حكيم في كل ما يفعل يضع كل شيء موضعه من خير أو شر وضر أو نفع .
ومن حكمته خلقه لأسباب الشر وجعله إبليس وجنوده الشياطين وراء كل ذلك .
5 ـ حصول مظاهر من العبودية المطلقة لله لا تظهر إلا بوجود إبليس وجنوده ..
مثل عبودية الجهاد ــ وعبودية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ــ وعبودية الحب في الله والبغض في الله ــ وعبودية مجاهدة النفس والهوى ــ وعبودية الاستعاذة والتوبة والاستغفار .
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم