هو رجل طويل جميل الملامح .. في عيونه الخضراء الواسعه لمعه و جاذبيه
أحمد يبدو هادئا و شخصيه عميقه تجذب من امامه ليسلب أغوارها
لكنه في الحقيقه عصبي و بسيط و طيب جدا
خفيف الدم جدا جدا و سريع البديهه
و له ابتسامه تقربه من قلبك في ثواني
حبيبي الصغير
أكبره بعامين فقط و ظللت طوال فترة طفولتنا أشعر أني شقيقته الكبرى المسئوله عنه
سبقته في دخول المدرسه و كنت لا اشتري شيء بمصروفي الا و اقتسمه معه و اعود لأحكي له عن يومي
كنا نلعب و نتشاجر و نضحك سويا و نشاهد الأفلام الأجنبيه و المسرحيات معا
لنا من الذكريات مالا حصر له
حتى ماتشات الكوره كنا نتشارك مشاهدتها
لم اشاهد الكره سوى مع احمد
لا زلت اذكر قرائتنا للقرآن في غرفة الصالون معا
و كيف ظللت لأعوام احكي له ما أقرأه في الكتب كي أثقفه مثلما أتثقف
و كيف كان يستمع الي و كيف يردد الآن
" بوظتي لي دماغي"
كنت طفله تخطت العاشره أقرأ في الأدب و الفلسفه
و اكتب الخواطر و القي الشعر
و تضحك امي عندما تتذكر كيف الفنا مسرحيه و مثلناها لوالدينا و نحن في المرحله الاعداديه
و اضحك انا و هو عندما نتذكر كيف كنا نجادل ابي و نتشاجر كي يقلع عن عادة التدخين
كنا نعلق في المنزل لا فتات رسمناها في كراس الرسم نكتب عليها لا للتدخين
و كان ابي يكاد يجن من طفلين في المرحله الابتدائيه يشرحان له اثر التدخين السلبي
!!
و كم غضبت من أحمد عندما شرب السجائر
و كم شجعته عندما اقلع عنها
تباعدنا في مرحلة المراهقه لاختلاف طباعنا الحاد فهو عصبي للغايه و انا كنت اثيره بقوة شخصيتي
لكن ظل بيننا الود الدائم و المشاركه الجميله
اليوم صرت امرأه و صار رجلا
و كبرنا
و لا زلت انظر اليه نظرة الشقيقه الكبرى
عندما تتفرج على صور طفولتنا تجد انه في كل الصور احيط كتفه بذراعي بحب " كنت وقتها اطول منه.. اليوم ينحني كي يحتضنني " و كأنني المسئوله عنه.... اليوم هو رجل لي و سند
و احيانا اشعره كإبن لي
سافر حبيبي للعمل بالخارج
و صرت أدعو له و اقلق عليه و اذكره و انا نائمه اتقلب في فراشي و يلهج لساني بالدعاء له
حفظه الله و اعاده لي سالما
شقيقي الغالي